بين العواصف والرابطة القلمية

بين (العواصف) و(الرابطة القلمية)

بين (العواصف) و(الرابطة القلمية)


شرح وملخص درس بين العواصف والرابطة القلمية لمادة اللغة العربية – الصف الحادي عشر – الفصل الدراسي الثاني – سلطنة عمان:


تمهيد: خلفية أدبية وتاريخية

في مطلع القرن العشرين، ومع اشتداد موجات الاحتلال والاستعمار والانحطاط الثقافي العربي، بدأ أدباء المهجر يبحثون عن نهضة أدبية روحية وفكرية تُخلّص الأدب من الجمود، فظهرت تيارات أدبية رائدة كان لها الأثر الكبير في تجديد الأدب العربي، ومن بينها:

  • تيار “العواصف” المرتبط بجبران خليل جبران.
  • تيار “الرابطة القلمية” التي أسسها أدباء المهجر في أمريكا الشمالية.

أولاً: العواصف – تحوّل جبران من الرقة إلى الثورة

  • تأثر جبران خليل جبران بشخصية نيتشه، الفيلسوف الألماني الذي اشتهر بدعوته إلى تحطيم القيم القديمة وإعادة بناء القيم على أسس جديدة.
  • نتيجة لذلك، تحوّل أدب جبران من الحنين الوجداني الرقيق إلى أدب ثوري، صادم، ناقد للمجتمع والدين والتقاليد.
  • كتب جبران مقالات نقدية في الصحف، ثم جمعها في كتابه “العواصف”، الصادر عن دار الهلال – القاهرة – 1919م.

ملامح “العواصف”:

  • عنف في الطرح واللغة.
  • نقد جذري للقيم الاجتماعية المتجمدة.
  • دعوة لهدم ما هو تقليدي وبناء جديد مختلف في الأدب والفكر.

ثانيًا: الرابطة القلمية – ميلاد حركة أدبية جديدة

  • بعد توقف مجلة الفنون بسبب الحرب العالمية الأولى، برزت جريدة السائح كمنبر أدبي.
  • في دار السائح، التقى عدد من الأدباء المهاجرين وأسسوا سنة 1920م جمعية أدبية حملت اسم الرابطة القلمية.

أبرز المؤسسين:

  • جبران خليل جبران (عميد الرابطة).
  • ميخائيل نعيمة (أمين السر والمستشار).
  • إيليا أبو ماضي، نسيب عريضة، رشيد أيوب، وليم كستفليس، ندرة حداد، رشيد الباحوط.

أهداف الرابطة:

  • إنقاذ الأدب العربي من الجمود والتقليد.
  • جعله أدبًا حيًا معاصرًا يعبّر عن قضايا الإنسان العربي وهمومه وآماله.

ثالثًا: ملامح الأدب المهجري كما عبرت عنه الرابطة:

  • الثورة على الشكل التقليدي للشعر (العروض والقافية والزخرفة اللفظية).
  • التعبير عن الذات والإنسان والطبيعة والحرية.
  • اللغة الشعريّة البسيطة المليئة بالصور الحيّة والتأملات الإنسانية.
  • البُعد عن التكلّف والسجع والزينة اللغوية.

✧ قال جبران معبّراً عن موقفه من الشعر التقليدي:

“لكم من الشعر العروض والتفاعيل والقوافي… ولي منها جدول يترنّم متسارعاً نحو الشاطئ… لكم من الشعر كلام فصيح وبيان مرصوص، ولي منه قيثارة أستخرج منها أغنية تحلم بها روحي.”

✦ هذه العبارة تلخص روح الأدب المهجري:

  • التحرر من القيد الشكلي.
  • التركيز على الموسيقى الداخلية والصوت الوجداني.
  • الشعر كنبض روحي وفكري لا مجرد زخرفة لغوية.

خلاصة: بين العواصف والرابطة القلمية

  • تحوّل جبران من شاعر وجداني إلى ناقد اجتماعي ثائر.
  • كتاب “العواصف” يمثل ذروة نقده الجريء للمجتمع والتقاليد.
  • الرابطة القلمية كانت ثورة فكرية أدبية جمعت أعلام المهجر.
  • شكلت الرابطة نقطة تحوّل كبرى في مسيرة الشعر العربي الحديث نحو التحديث والإنسانية.

أسئلة استيعابية متوقعة وإجاباتها:

1. ما سبب تحوّل جبران إلى الكتابة الثائرة كما في “العواصف”؟

بسبب تأثره بالفيلسوف نيتشه، حيث رأى فيه نموذجًا ثوريًا يدعو لهدم القديم وبناء الجديد، فترك الرقة الوجدانية واتجه للنقد العنيف للمجتمع والدين والتقاليد.

2. ما أهمية الرابطة القلمية؟

أنشأت أدبًا إنسانيًا حداثيًا، ثار على الشكل والمضمون التقليدي، وجعل الأدب مرتبطًا بالحياة والحرية والذات.

3. كيف عبّر جبران عن رؤيته للشعر؟

برفضه الأوزان والقوافي التقليدية، ورؤيته الشعر كـ “جدول يترنم”، وقيثارة تستخرج الأغاني من الروح”.

المزيد في اللغة العربية

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *