النص المسرحي بوصفه نوعًا سرديًّا إبداعيًّا – مسرحية الزهراء السُّقُطرية – الصف السابع تُعد مسرحية الزهراء السُّقُطرية من النصوص الأدبية الهادفة التي تجسّد روح البطولة والتضحية والوطنية، حيث تنقل إلينا مشهدًا من مشاهد التاريخ العُماني المجيد، وتُصوّر موقف الإمام العُماني الشجاع الصلت بن مالك الخروصي في مواجهة الظلم والعدوان، بعد أن استنجدت به فتاة من جزيرة سقطرى تُدعى الزهراء، تنقل له معاناة أهلها من ظلم نصارى الحبشة.
تسير أحداث المسرحية في مجلس الإمام (البُرْزَة)، وتُظهر تفاعل الشخصيات المختلفة من عُمان وسقطرى، مُسلّطة الضوء على القيم الإنسانية والدينية مثل: نُصرة المظلوم، وحماية الوطن، والتضامن، والشجاعة.
من خلال الحوار المسرحي الحي، تُعزز المسرحية مهارات الطلاب في الفهم، والتعبير، والتحليل، واستخلاص العبر، وهي نموذج متميز للنصوص المسرحية التي تجمع بين جمال الفن وعمق الرسالة.
السرد القصصي أو الروائي أو المسرحي:
- ❖ عبارة عن أسلوب من أساليب التعبير الإنساني الشفهية أو المكتوبة، يتناول القضايا المرتبطة بالأفكار والعواطف الإنسانية بهدف التأثير أو الإفادة.
- ❖ ويتصل بالنثر، خاصة في: (القصص، والروايات، والنصوص المسرحية).
أبرز خصائص السرد المسرحي:
- ❖ المرونة عند تقديم المعلومة أو الرسائل الإنسانية بالاعتماد على رواية الوقائع والأحداث عن طريق تحويلها إلى حكاية ترتبط بالشخصيات وأفعالها وسلوكها ضمن إطار زمني ومكاني.
- ❖ يعدّ النص المسرحي لبنة من الفنون المسرحية التي تعبر أكثر أنواع الفنون تأثيرًا إيقاعًا وإمتاعًا.
الفرق بين المسرحية والقصة
المسرحية | القصة |
---|---|
الكاتب مقيّد بزمن معين. | يستطيع الكاتب أن يستطرد. |
مقيّد بمعامل المكان وما يمكن تقديمه على المسرح. | يستطيع التنقل بحرية بين البيئات. |
تصرفات الشخصيات وما تنطقه به من خلال الحوار هي التي تُبرز صفاتها وأوصافها. | يستطيع الكاتب رسم الشخصيات ويقدم أوصافها وصفاتها وتاريخها. |
تقدم العالم أمام عينيه. | تنقل الطفل إلى عالم الخيال. |
يشارك بإيجابية ونشاط. | يجلس الطفل ساكنًا ليستمع. |
مسرحيّة الزَّهْراء السُّقُطرِيّة المشهد الخامس
(يرتفع الستار عن الإمام(١)، ورجال دولته في البُرْزَة(٢)، بينما يقف العسكريّ ورجلان آخران في مدخل الجزء السفلي (الصباح)(٣) من الدار.)
الإمام:
الحمدُ للهِ الذي ألهمَنا حُسْنَ التصرُّفِ إزاءَ الجائحةِ التي ألمَّتْ بعُمان، فكلَّلَ مساعينا بالسدادِ والتوفيق.
الجميع:
الحمدُ لله.
الهوامش:
- الإمام: الإمام عزّان بن قيس – أحد أئمة عمان في التاريخ العُماني.
- البُرْزَة: المكان الذي يُقابل فيه الإمام أفراد الشعب.
- الصباح: الجزء السفلي من الدار – مخصص للضيوف أو الاجتماعات العامة.
معاني المفردات:
- أَلْهَمَنا: هدانا أو أرشدنا
- إزاء: تجاه
- الجائحة: المصيبة (الجمع: الجوائح)
- ألمَّت: أصابت
- كَلَّ: توجّ
- مساعينا: إجراءاتنا (المفرد: مسعى)
- السداد: الصواب في القول والعمل
تعاون العُمانيين في مواجهة محنة السيول
بشير:
كان لسرعة تحرككم لنجدة المتضررين أعظم الأثر في نفوسهم، أيها الإمام.
الإمام:
حمداً لله.
ابن محجوب:
بقدر ما أضرّت السيول بأهل عُمان؛ فإنها زادتهم تصميمًا على الوقوف صفًا واحدًا لمواجهة آثار الجائحة.
الإمام:
صدقتَ يا ابن محجوب، صدقتَ.
الوضاح:
هذا ديدن أهل عُمان منذ العصور الغابرة، تزيدهم المحنُ تصميمًا على مواجهتها، والفتنُ صمودًا في تحديها.
بشير:
لقد عملوا أسابيعَ وأشهرًا أفرادًا وجماعات مع عائلاتهم في إصلاح الأفلاج، وترميم البيوت، وإزالة الطمي، وتجفيف البرك الراكدة.
معاني المفردات:
- نَجدة: إغاثة
- تصميمًا: إصرارًا وثباتًا
- ديدن: عادة أو طبيعة
- العصور: الأزمنة
- الغابرة: الماضية أو السابقة
- المحن: الشدائد (المفرد: المحنة)
- الفتن: الابتلاءات (المفرد: الفتنة)
- صمودًا: ثباتًا
- تحديها: مواجهتها
- ترميم: إصلاح
- الطمي: الطين الذي يحمله السيل
- البرك: مستنقع الماء (المفرد: بركة)
- الراكدة: الثابتة أو الساكنة
طلب مجموعة من التجار والبحارة من العُمانيين والسقطريين مقابلة الإمام الصلت
ابن الأزهر (مكملاً):
وعملوا صفًا واحدًا لتعود عُمان كما كانت دوحة علم وأمان.
(تدخل مجموعة من التُّجار والبحارة من العُمانيين، والسُّقطريين، ومعهم مُسلم إلى “الصباح”، وعليهم آثار السفر باديةً ويستجدون).
المجموعة:
أين الإمام؟ … نُريد الإمام! … أيها الإمام! … أين ولي الأمر؟ … أين الصلت؟
العسكري:
مهلًا مهلًا يا رجال، وريدكم سأُعلم الإمام بقدومكم، فلا داعي لرفع الصوت.
الإمام (ينهض):
ما هذه الأصوات؟
(يخرج الإمام ورجاله، وينضم بعضهم إلى المجموعة الوافدة، ويبقى الإمام وخاصة رجاله في الأعلى).
استغاثة التجار والبحارة بالإمام الصلت
المجموعة:
أيها الإمام! أغثنا … يا إمام المسلمين، أنجدنا … أيها الإمام أنقذنا.
الإمام:
من أنتم؟ وما حاجتكم أيها الرجال؟
بخّات:
جئنا نُعلمك بما حلّ في سقطرى، أيها الإمام.
الإمام:
سُقطرى! … ماذا دهاها؟ أخبروني وبينا عليها ما يُعين؟!
المجموعة:
لقد غدر نصارى الحبشة بمسلمي سُقطرى، يا مولانا.
الإمام (في ذهول):
غدر؟! … كيف حدث هذا؟ وماذا يريدون؟
مسلم:
هذه إحدى بناتنا في الجزيرة، وقد وَصفتْ لي مآسيها إليك قبل أن أتمكن من إخراجها (يُخرج ورقة ويعطيها للإمام).
(الإمام يفتح الرسالة ويشرع في القراءة… إظلام كامل على المسرح عدا الإمام. في الأسفل يُسلّط ضوء المسرح على “القصائد” من خلف القضبان، بينما تُعرض في خلفية المسرح شاشة تظهر “الزهراء” وهي تُتلى أولًا بأول).
الزهراء:
(تُلقي القصيدة بصوت حزين).
الإمام الصلت يقرأ رسالة الزهراء
الرسالة:
قُلْ للإمامِ الذي تُرجى فضائلُه
ابنِ الكرامِ وابنِ السادةِ النُّجُبِ
وابنِ الجحاجحةِ الشُّمِّ الذين همُ
كانوا سَناها وكانوا سادةَ العربِ
جارَ النصارى على واليكَ وانتهبوا
من الحريمِ ولم يألوا من السَّلَبِ
وأخرجوا حُرَمَ الإسلامِ قاطبةً
يُقهقِهونَ بالويلِ والأعوالِ والكُرَبِ
ما بالُ صلتَ ينامُ الليلَ مغتبطًا
وفي سقطرى حريمٌ بادَ بالذهبِ؟
يا للرجالِ أغيثوا كلّ مسلمةٍ
ولو جُبِيتمْ على الأذقانِ والرُّكَبِ
(تسقط الزهراء صارخة: “والسلامه … واضطناه!” … ثم يحل الظلام على موضعها).
الإمام (في ألمٍ وحزن):
لا حولَ ولا قوّةَ إلّا بالله، أَيُحدَثُ كلُّ هذا وأنت يا صلت لاهٍ وغافل تنامُ الليلَ مرتاحًا؟!…
هلكت يا صلت، هلكت…
الإمام الصلت يأمر وزيره بتجهيز حملة بحرية لتحرير سقطرى
رجال الإمام:
هون عليك يا إمام، هون عليك.
الإمام (في غضب):
أيجترئ نصارى الحبشة على نقض العهد بغزو سُقطرى، وانتهاك حُرماتنا، وتدنيس مساجدنا؟!
لا والله، لا يمر ذلك سهلًا، وفي رجال عُمان عرقٌ يَبيض.
(ينادي)
أين وزيرنا الوضّاح بن عفّانه؟
الوضاح:
لبّيك يا مولاي الإمام.
الإمام:
جهّز من فورك حملة بحرية تخرج للزحف إلى سُقطرى، فيها كل سفن الأسطول، وإن لزم الأمر فاستعن بمراكب تُجار (صور) لحمل الجنود والخيل، أفهمتَ؟
الوضاح:
أمرك يا مولاي.
الإمام الصلت يأمر باستدعاء سعيد بن شملان ومحمد بن عشيرة ويكلفهما بقيادة الحملة ويوصيهما
الإمام:
إليّ بسعيد بن شملان، ومحمد بن عشيرة، فهما قائدان بحريان خاضا البحر إبان تأديبنا لقراصنة بحر الهند، سأعهد إليهما بقيادة حملة إنقاذ سُقطرى.
(إظلام كامل على المسرح، وإضاءة على الإمام وبعض القادة والجنود الذين يلبسون الملابس الحربية).
الإمام لكاتبِه:
سَجِّل في عهدي ووَصِّي قادة الحملة… بعد الحمد لله والصلاة على رسوله أن عليهم أن يشلّوا على ربابة السفن أن لا يفترقوا ولا يسبّ بعضهم بعضًا، وليكن شعاركم: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
فإذا التحمَت العرب بِيَنكُم وبينهم، فلا تقتلوا صبيًّا صغيرًا، وشيخًا كبيرًا، ولا امرأة… وليكن رضاكم واحدًا، وغضبكم واحدًا، ووليّكم واحدًا، وعدوّكم واحدًا…
(إظلام على المسرح كاملاً عدا الصلت).
الفهم العام
1️⃣ أين دارت أحداث المسرحية؟
في البُرْزَة (مجلس الإمام الصلت بن مالك الخروصي)
2️⃣ اذكر الحدث البارز في النص.
غزو نصارى الحبشة لسُقطرى
3️⃣ من صاحبة القصيدة التي عُرضت على الإمام؟
الزهراء السقطرية
4️⃣ كيف تصرّف الإمام عندما نقض نصارى الحبشة عهده؟
أمر بتجهيز حملة بحرية لتحرير سُقطرى
لا تعليق