يعد الوسيلة الأدبية لحسین المرصفي من أهم المؤلفات التي ساهمت في إحياء التراث النقدي العربي، في وقت كان فيه الأدب العربي يعاني من الركود ووضعه الشيخ حسين المرصفي ليكون دليلًا شاملًا للأدباء والدارسين، يجمع بين النظرية الأدبية والتطبيق العملي، مستلهمًا من روائع النقد العربي القديم،كما يتميز الكتاب بأسلوبه المتوازن بين النظرية والتطبيق، حيث لم يكتف المؤلف بشرح القواعد الأدبية، بل قدم نماذج تحليلية من النصوص الشعرية والنثرية، ليبين كيف يمكن للأديب إتقان التعبير من خلال الحفظ والممارسة وما يجعل هذا الكتاب فريدًا هو دعوته لإحياء الصور النقدية القديمة، مع ترسيخ اللغة العربية وآدابها كمصدر أصيل للتعلم، بعيدًا عن الأساليب الغربية المقلدة التي بدأت تنتشر آنذاك.
الوسيلة الأدبية لحسین المرصفي
الشيخ حسين المرصفي، أديب وناقد مصري، تخرج من الأزهر الشريف، ثم انتقل إلى دار العلوم ليقدم محاضرات في تاريخ الأدب العربي، كما عرف بإتقانه العربية والفرنسية، وكان من رواد حركة الإحياء الأدبي.
أهمية الكتاب
يعتبر أول كتاب أدبي يدافع عن التراث القديم ويعيد إحياء أسلوب النقد العربي التقليدي، مستلهمًا من المثل السائر لابن الأثير والصناعتين لأبي هلال العسكري، وطبع لأول مرة عام 1875م في مصر، ثم أعيدت طباعته بعد ثلاث سنوات.
أقسام الكتاب
- علوم اللغة العربية: يشمل النحو، الصرف، والبلاغة كوسائل لاكتساب الملكة الأدبية.
- باب الإنشاء: يتناول أسس الكتابة الأدبية، مستمدًا مادته من القرآن الكريم، الأحاديث النبوية، والأمثال.
- باب صناعة الشعر: يوضح أن الشعر فن يُكتسب بالمحاكاة والتدريب، ويؤكد على حفظ الشعر القديم كمنهج لصقل الموهبة.
القسم النقدي
- يركز على نقد الألفاظ، ومناقشة معاني الكلمات لتمييز الصواب من الخطأ.
- يقدم تطبيقات عملية من الشعر القديم، محللًا العبارات والصياغة بأسلوب لغوي دقيق.
القيمة الأدبية للكتاب
- كان من ركائز حركة الإحياء الأدبي، حيث وجه المواهب الشابة إلى محاكاة القدماء لاكتساب الملكة الأدبية، مع التركيز على التعبير السليم.