الوطنيات في شعر الخليلي يشكّل مجال الوطنيات عند الشاعر العماني عبد الله الخليلي ركنًا أساسيًا من تجربته الشعرية، حيث يظهر فيه بوجهين:
- الأول: يتصل بالمفهوم القديم للانتماء إلى الأرض والقبيلة، الذي يتجلى غالبًا في شعر الفخر.
- الثاني: يرتقي بالفخر إلى مستوى وطني أوسع، يتصل بالتاريخ والمصير المشترك والهوية العمانية الجامعة.
وقد بلغ في هذا النوع من الشعر درجات رفيعة من الفخر الذاتي والانتماء، كما يتجلى في قوله:
لقد صمت نفسي عن مظنة سوءٍ
وعدتُ وعيني ما تعاين قيصرا
وجمّرتها ما لو تجلّى لحيـرا
أرومُ بنفسي همّةً لا يروّمهـا
عدائي ولو كانوا على الموت أصبرا
فقمتُ ولي من نير العقل صاحبُ
نلاحظ من هذه الأبيات:
- تجاوزًا للفخر الذاتي إلى فخر وطني وأخلاقي.
- علوّ الهمة ورباطة الجأش في مواجهة التحديات.
- الارتباط بين الهوية العمانية والعقل المستنير.
كما نجد في شعره قصائد وطنية تمجّد أهل عمان ووحدتها التاريخية مثل:
- قصيدة “عمان في سجل السلوك”
- وقصيدة “أحسن السلوك”
وقد قدّمها بأسلوب شعري ملحمي استعرض فيه تاريخ عمان الداخلي منذ عصور ما قبل الإسلام حتى العصر الحديث، مجسدًا بذلك مفهومًا حديثًا للوطنيات يستند إلى الهوية العميقة والتاريخ المجيد.
مجال الوطنيات عند عبد الله الخليلي يكتسب بعدين؛ يمثل واحد منهما المفهوم القديم في شعر الانتساب إلى أرض وقبيلة، وهو ما كان يتمثّل غالباً في شعر الفخر، وهو يبدأ عنده من درجات الفخر الشخصي الذي كان مألوفاً عند القدماء، في مثل قوله:
لقد صنت نفسي عن مظنةِ سوءٍ
وعُدتُ وعيني ما تَعاينُ قيصرا
أَرومُ بنفسي همةً لا يُروّعُها
عِدائي ولو كانوا على الموتِ أَصبرا
وجمّلتُها ما لو تجلى لحيرًا
فقمتُ ولي من نير العقلِ صاحِبُ
على أن هذه المفخرات عنده تتجاوز كثيراً الحديث عن الذات إلى الحديث عن الأهل والوطن، فنجدُهُ على لسانه قصائد مثل (عمان في أحسن السلوك)، أو (عمان في سجل الدهر)، والأخيرة أعطاها عنوان ملحمة تاريخية، وساقها في نحو ثلاثمائة بيت على قافية واحدة من بحر واحد وقسّمها إلى عناوين داخلية تماثل العناوين التي مرت على عمان منذ عهد الجاهلية حتى الآن.
على أن هناك بعدًا آخر في وطنيات الشيخ الخليلي يتمثل في توسّع مجال الحديث عن الوطن، ليشمل الوطن العربي كله، وهو اتجاه تَأصّل عند كثير من الشعراء العمانيين المعاصرين للشيخ الخليلي، من أمثال السيد هلال بن بدر البوسعيدي وكذلك الأستاذ عبد الله الطائي الذي كانت له تجربة اتصال واسعة مع كثير من البلاد العربية، وأثر هذا على أدبه الشعري والقصصي في هذا الإطار.
نجد في قصائد الشيخ عبد الله الخليلي تمتد مواطن الاستلهام والتعاطف فيها إلى أجزاء مختلفة من الوطن العربي، سواء تمثل هذا التعاطف في المواساة في اللحظات الدقيقة، أو في الإشادة بالماضي الحضاري التليد، أو الحاضر الذي نقرّ له العين، وهو عندما يكون في مصر يشعر أنه لم يبتعد عن وطنه رغم أن الدار ذات، ويقول مخاطبًا مصر:
رِفقاً ببنـائي الدار يا مصـر
وطن العروبة، أنتِ لي وطـني
إن لم يكن لك عنده أَصـر
أتى اتّجهتِ وأنتِ لي مصـر
وعندما يزور الشام يروقه جمال لبنان وبهجته، وسحر طبيعته التي تستفزّ قوى الفن والعاطفة، فيسترجع بها ومعها لحظات الطرب في مخزون الذاكرة، فيقول:
انشر بساط الريح فوق الريح خطاً مستقيما
وأنزل على لبنان من فوق الجبال هدى كريما
وكذلك شأنه مع الجزائر التي غنى لها أغنية من وحي كفاحها، وكذلك تونس التي كتب عنها قصيدة بعنوان (من وحي تونس).
المزيد:
- مذكرة لُب اللُباب ومُعين الطالب في اللغة العربية الصف الحادي عشر
- ملخصات التفوق في المؤنس الصف الحادي عشر الفصل الثاني
- الأغراض الشعرية عند أحمد شوقي: بين التقليد والتجديد
- تجميعات الأدب والنصوص – الصف الحادي عشر
- ملخصات التفوق في المؤنس الصف الحادي عشر الفصل الثاني
- نداء الحیاة عبدالله بن علي الخلیلي إعداد الأستاذة / أسمھان حمد الھادي
- رسالة من المنفى محمود درويش إعداد الأستاذة / أسمھان حمد الھادي
لا تعليق