مكرَهٌ أخاكَ لا بطل ويستدعي شرح درس مكره أخاك لا بطل توضيح مفهوم هذا التعبير البلاغي.
دعوة الضابطين للراوي وأليوشا إلى نزهة على ظهور الخيل
انقضى الشتاء فانتقلنا إلى مدينة (غير سيموفكا)، واتفق أن جاءت إليها في ذلك الصيف فصيلةٌ من الخيّالة القوزاق، فعسَكَرتْ في جوارها. وتعرَّف (أليوشا)* إلى اثنين من ضباطها. فجاءني ذات يوم يقول إني وإيّاه مدعوان من الضابطين إلى نُزْهة على ظهور الخيل، وأنه لا مناص من قبول الدعوة، فوافقت على مضض لأني – حتى ذلك اليوم – لم أكن قد علوت ظهر جواد في حياتي، ولا أمسكت بلجام، ولا وضعت رجلي في ركاب، فكيف أركب حصاناً قوزاقياً، والمعروف عن خيل القوزاق أنها مدرّبة تدريباً خاصاً لا يعرفه غير أصحابها؟
الهوامش:
- غير سيموفكا: مدينة في روسيا.
- القوزاق: مجموعة من الناس سكنت جنوب روسيا، وعُرفت بحب الخيل والفروسية.
- أليوشا: صديق الراوي.
اختيار الراوي للحصان وعدم إخباره لرفاقه بعدم معرفته بركوب الخيل
جاء العصرُ، موعدُ النزهة – وجيءَ لنا بأربعة جياد، وقيل لي أن أختار واحداً منها، ولم أشأ أن أعترف أمام الآخرين أن لا عهدَ لي بركوب الخيل وأنا – في اعتقادهم – رجلٌ عربيٌّ صميم، والعربُ إذا اشتهروا بشيء، فبالخيلِ والفروسيّة؛ إذا أنا قد وُلدت بين الخيل، وربيتُ مع الخيل؛ ولذا فأنا فارسٌ من أبرع الفرسان، ومن حظّهم أن يشهدوا ضروب فروسيتّي، ولذلك بلغتُ رِيفي، واخترت من الجياد الأربعة واحداً ظننته أَسلسها مراساً، وألطفها طبعاً. ولاحظتُ أحد الضابطين يتبسّم ذات مغزى، فتجاهلتُ البسمة والغَمزة، وتظاهرتُ كما لو كنتُ سيّدَ الموقف، في حين أن قلبي كان قد تغيّر ميزان دقاته.
انطلاق حصان الراوي بسرعة
سرنا الهوينى في طريقٍ من التّراب يمتدّ بين حقولٍ شاسعةٍ من الحنطة التي أوشكت أن تنضج للحصاد، وكان حديثُنا عن الخيل وأجناسها وما تَتميَّزُ به من صفات، وبغتةً! ودون أن تبدرَ مني أيّ حركة أو إشارة، وثب حصاني وثبةً جَنوبيّةً إلى الأمام كادت تخلعني من السّرج؛ فكأنّ أفعى لسعته، راح يعدو بكلّ ما في قوائمه من عزم وما في صدره من نفس. ولولا أنّني كنت أسمع وقع حوافره على الأرض لظننتُ أنّه كان يطير؛ فقد كانت الحقول عن الجانبين تبدو لعينيّ وتغيبُ بسرعة تخطفُ البصر. فلجأتُ إلى اللّجام أشدُّه حيناً بكلّ قوّتي، وحيـناً أرخيه، فلم يُغنني اللّجام، عندئذ التفتُّ على عاتق الحصان وتمسّكتُ بخصلةٍ من عرفه بكلتا يديَّ وأسلمتُ أمري لله.
ابتعاد الراوي بحصانه عن رفاقه، وتعرضه للخطر
تخلَّف رفاقي بعيدًا عني، ولم يكن أيٌّ منهم يعرف المأزق الذي أنا فيه. ومن الأكيد أنهم اعتبروا الجنون الذي مسَّ حصاني ضَربًا من الفروسية يُبهرُهم به فارسٌ عربيّ، فلم يسرعوا لنجّـدتي، بل إنّني في البداية كنت أسمع هتافاتهم: «برافو! يحيـا الفارس العربي!» ولكن هتافاتهم لم تلبث أن انقطعت، فبتُّ لا أسمع غير دقات قلبي، ولا أُبصر غير الكارثة تترصَّدني مع كلّ خطوةٍ يخطوها جوادي، إنّي سأتحطَّم من غير شك، ولكن كيف سأتحطَّم؟ أيُدركني رفاقي وليس بي رمقٌ من حياة، أم يدركوني وبي حياةٌ تقضي عليها أن تعيش في جسم مهشَّم؟
محاولة الراوي إيقاف الحصان، ثم توقفه فجأة
أيقنتُ أنني هالكٌ عندما أخذ الطَّريق في الانحدار، ولولا أنَّ الأمر جاء على العكس لا تنعش أملي بالنجاة، ففي الطَّريق الصاعد ما يُتعب الحصان ويُرهقه، أمَّا في الطَّريق النَّازل فكيف لي أن أُثبّت في السَّرج، ورجلاي قد أفلتتا من الرّكاب، وقوَّاي قد خارت، وباتت سُرعة الحصان في ازدياد؟
وفي مثل لمْح البصر، ودون أيّ تدبير أو قصدٍ مني، وجدتُني أَقْفِزُ من السرج إلى عُنق الحصان، ثم وجدتني أُطوّق ذلك العُنق بذراعي، وقد تَدَلّتْ رِجْلاي المرْفوعتان قليلاً عن الأرض على صدر الحصان وبين قائمتيه، وإذا به يُجمّد بغتة مكانه كأنّه سُمِّرَ بالأرض، وإذا بي ألمس الأرض برجلي، وأرفع عن عُنق الحصان ذراعي، ثم أَرُبتُ كَفَّيهِ وأمسح العَرَق عن وجهه، وأنتهي بأن أُقبّل بين عينيه.
عندما أدركني رفاقي بعد فترة طويلة من الانتظار أقبلوا عليّ يهنّئونني، ويبدون إعجابهم البالغ بفروسيّتي، فلم أشأ أن أُخبرهم بما كان، ورضيت أن أُقبّل تهنئتهم كما لو كنتُ في الواقع جديرًا بها، وكان عليّ أن أقول لهم ما قاله ذلك الأعرابي: (مُكرَهٌ أخاكَ لا بطل!)
ميخائيل نعيمة، سبعون (بتصرّف)
شرح درس “مُكرَهٌ أخاك لا بطل” للصف السابع الفصل الدراسي الثاني – مع المعاني والحلول
هل تبحث عن شرح واضح ومتكامل لدرس “مكره أخاك لا بطل”؟
في هذا المقال، نقدم لك شرحًا مفصلًا ومبسطًا لدرس “مُكرَهٌ أخاك لا بطل” من مادة اللغة العربية – لغتي الجميلة، للصف السابع الأساسي، الفصل الدراسي الثاني وفقًا للمنهج العماني الجديد. يشمل الشرح الفكرة العامة، معاني المفردات، والأفكار الفرعية، بالإضافة إلى حل تدريبات الدرس.
الفكرة العامة للدرس:
الإنسان إذا وُضع في موقف مجبر عليه فعليه أن يصمد ويتصرف بشجاعة.
شرح المثل: “مكرهٌ أخاك لا بطل”
هذا المثل العربي الشهير يُقال عندما يُجبر الإنسان على فعل شيء لا يريده، ولكنه مضطر له. وأول من قاله هو الصحابي عمرو بن العاص، وقد أصبح يُستخدم في المواقف التي يكون فيها الإنسان مجبرًا على اتخاذ قرارات دون رغبته.
معاني المفردات في نص “شرح درس مكره أخاك لا بطل”
الفقرة الأولى:
- انقضى: انتهى
- فصيلة: مجموعة أو فرقة (جمعها: فصائل)
- الخيَّالة: الماهرون في ركوب الخيل (مفردها: خيّال)
- فعسكرت: تجمعت
- نُزْهَة: فسحة
- لا مناص: لا مفر
- على مضض: على كُرْه
- علوت: ركبت
- جواد: فرس (جمعها: جياد)
- لجام: ما يُوضع في فم الفرس
- ركاب: مكان وضع القدم في السرج
الفقرة الثانية:
- لا عهد لي: لا علم لي
- صميم: خالص
- ضروب: أنواع
- أسلسها: أسهلها
- مراسًا: مرونة
- مغزى: هدف أو معنى
الفقرة الثالثة:
- الهوينا: ببطء
- شاسعة: واسعة
- الحنطة: القمح
- أوشكت: اقتربت
- بغتة: فجأة
- يعدو: يركض
- عزم: قوة
- وقع: صوت
- حوافره: أقدامه
- أرخيه: أتركه
- خصلة: جزء من الشعر
- عرفه: شعر الرقبة
الفقرة الرابعة:
- تخلف: تأخر
- المأزق: موقف صعب
- يبهرهم: يدهشهم
- لنجدتي: لإنقاذي
- انقطعت: توقفت
- الكارثة: المصيبة
- تترصدني: تراقبني
- رمق: بقية روح
- قُضي عليها: ماتت
- مُهشّم: مكسور
الفقرة الخامسة:
- أيقنت: تأكدت
- هالك: ميت
- الانحدار: النزول
- أفلتتا: انزلقتا
- خارت: ضعفت
- تدبير: ترتيب
- أطوّق: أضم
- تدلت: نزلت
- بغتة: فجأة
- سُمر: ثُبّت
- أربّت: أهدّئ
- أدركني: لحق بي
- يبدون: يظهرون
- جديرًا: يستحق
الأنشطة والتدريبات المحلولة شرح درس مكره أخاك لا بطل





لماذا يعتبر هذا الدرس مهمًا؟
- يُنمّي مهارات الفهم القرائي والتحليل.
- يعلّم التلميذ الشجاعة والتصرّف في المواقف المفاجئة.
- يربط بين الموروث العربي من الأمثال والواقع.
لا تعليق