سورة إبراهيم (35-41) – الصف الثامن – الفصل الدراسي الثاني – ديني قيمي

سورة إبراهيم (35-41) - الصف الثامن - الفصل الدراسي الثاني - ديني قيمي

سورة إبراهيم (35-41) - الصف الثامن - الفصل الدراسي الثاني - ديني قيمي


سورة إبراهيم (35-41) – الصف الثامن – الفصل الدراسي الثاني – ديني قيمي الفصل الدراسي الثاني شرح وحل

في هذا الدرس المبارك من سورة إبراهيم (35-41)، نتعلّم قيمًا إيمانية عظيمة من دعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام، ونتأمل كيف يرتبط الإيمان بالدعاء، والتوكل، والأمن، والرزق، والمحافظة على الصلاة.

خرج إبراهيم عليه السلام بزوجِه هاجرَ وابنهما إسماعيل عليه السلام، وهو رضيع، حتى وضعهما بوادٍ عند البيت المحرَّم، وليس بمكَّة يومئذٍ أحدٌ، وليس بها ماء، ووضع عندهما جِرابًا فيه تمر، وسِقاءً فيه ماء، ثم قَفَّى إبراهيم منطلقًا، فتبعته أمُّ إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنسٌ ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: اللهُ الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذًا لا يُضَيِّعُنا. ثم رجعت، فانطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت المحرم، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه.


القيم المستفادة من الآيات:

  • التوكل على الله والثقة في استجابته.
  • الصبر على الابتلاء وتحمل المشقة.
  • أهمية الدعاء والارتباط بالله تعالى.
  • فضل مكة المكرمة ومكانتها في الإسلام.

دعاء إبراهيم عليه السلام في الآيات:

  • طلب الأمن لمكة المكرمة.
  • الدعاء بـ الرزق لسكانها.
  • أن يجنب الله ذريته عبادة الأصنام.
  • أن تشتاق القلوب إلى مكة المكرمة.
  • الدعاء بـ المحافظة على الصلاة.
  • طلب قبول الدعاء.
  • الاستغفار له ولوالديه ولجميع المؤمنين.

أسئلة وأجوبة وأنشطة:

كيف نطلب العون من الله؟

  • عن طريق الدعاء.

علل: تُذكر الآيات قريش بقصة إبراهيم؟

  • لكي يقتدوا به ويهتدوا بهديه.

علل: ابتدأ إبراهيم دعاءه بالأمن؟

  • لأن الأمن أساس كل خير وركيزة الاستقرار.

لماذا لا يمكن التلذذ بالطعام مع الخوف؟

  • لأن الخوف والقلق يُفسدان متعة النعم.

لماذا دعا إبراهيم أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام؟

  • لتثبيت الإيمان، ولأن عبادة الأصنام سبب الضلال.

ما دلالة قول الله: “ومن عصاني فإنك غفور رحيم”؟

  • فيها تفويض الأمر لله تعالى مع الرجاء برحمته.

ما طبيعة الوادي الذي سكنته عائلة إبراهيم؟

  • وادٍ أجدب لا ماء فيه ولا زرع.

لماذا أسكن إبراهيم أهله في مكة؟

  • لإقامة الصلاة.

علل: كرر إبراهيم الدعاء بالرزق؟

  • لكي يداوموا على شكر الله.

ما مكانة الصلاة؟

  • من أعظم العبادات، وطريق لتزكية النفس.

لماذا دعا لأبنائه بتيسير المنافع؟

  • ليتمكنوا من أداء العبادات والواجبات.

ما معنى “تهوي إليهم”؟

  • أي تسرع إليهم شوقًا.

ما المبدأ في قوله: “ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن”؟

  • مبدأ مراقبة الله في السر والعلانية.

ما مصير من يعتدي على البيت الحرام؟

  • يهلكه الله كما فعل بأصحاب الفيل.

ما موقف الجاهليين من البيت الحرام؟

  • كانوا يعظمونه ويراعون حرمته.

مقارنة بين مكة سابقًا والآن:

مكة عند إبراهيم عليه السلاممكة حاليًا
وادٍ غير ذي زرعفيها الثمرات والخيرات
لا ماء ولا بشرتعجّ بالعابدين في كل الأوقات
أرض قاحلةقبلة المسلمين ومهوى القلوب

خلاصة الدرس:

في هذه الآيات العظيمة، نجد مدرسة في الإيمان والدعاء، ونتعلم كيف يكون القائد – كنبي الله إبراهيم – حريصًا على الأمن، والصلاة، والإيمان، لأهله ولذريته ولجميع المؤمنين.

هذا الدرس يعزز لدى الطالب أهمية القيم الدينية والاجتماعية، ويبيّن مكانة مكة المكرمة وقداسة بيت الله الحرام، ويعلّمنا أن الدعاء والإيمان هما طريق الفلاح في الدنيا والآخرة.

أقرأ وأفهم:

تقدِّمُ لنا الآياتُ الكريمةُ إبراهيمَ عليه السلام إمامًا للدعوةِ إلى التوحيدِ، أنموذجًا يُؤْتَسَى به في تَطَلُّعِهِ الدائمِ إلى ربِّه المُنْعِمِ له في الرخاءِ، والمُنْجِي له في الشِّدَّةِ؛ كما أنها تذكِّرُ قريشًا بسيرةِ أبيهم إبراهيم عليه السلام، لعلهم يقتدونَ به ويَهتَدُونَ؛ فقد استَظَلُّوا بالنِّعمةِ، ولم يشكروها، وذلك بكفرهم وجعلهم لله أندادًا.

تبدأ الآياتُ بعرضِ مشهدٍ لإبراهيمَ عليه السلام، يدعو ربَّه بجوارِ بيتِ اللهِ الحرامِ، بأنْ يجعلَ مكَّةَ بلدًا آمِنًا من جميعِ المخاوفِ، لا يُسفَكُ فيه دمٌ، ولا يُظلَمُ فيه أحدٌ، والدعاءُ بالأمنِ للبلدِ خيرُ ما يُسألُ، ففِيهِ كلُّ خير، وهي نعمةٌ ماسَّةٌ للإنسانِ، عظيمةُ الوقْعِ في حسِّه. ثم يسألُ سبحانه أنْ يثبِّتَهُ على الإيمانِ، ويجنِّبَهُ وذريَّته أنْ يعبدوا الأصنام، فهي سببٌ في ضلالِ كثيرٍ من الخلقِ عن الهدى والحقِّ، ثم يُعلِنُ أنَّ مَن تَبِعَ طريقتَهُ فهو منه، يتشبَّهُ به، ويلتقي معه في أُصرةِ العقيدةِ، وأمَّا مَن عصى وخالفَ نهجَه، فيفوضُ أمرَهُ إلى اللهِ تعالى، وهنا تبرُزُ سِمَةُ إبراهيمَ الرَّحيمِ الحليمِ، ولا يعني ذلكَ أن اللهَ يُشركُ به، وإنّما هو أهلُ الرَّحمةِ والمغفرةِ، بهدايتهم، ورجوعهم إليه.


ويمضي إبراهيم عليه السلام في دعائه، واليقينُ يملأُ نفسَه، فيُذكِّرُ بإسكانه لبعضِ أهله بوادٍ أجْدَبَ عديمِ الزرعِ، عند البيتِ الحرامِ كما أمرَه ربُّه، وذلك لأجل إقامةِ الصَّلاةِ، فهذا هو الذي من أجلهِ أسكَنَهُم هناك، وهذا هو الذي من أجلهِ يحتملون الجَدْبَ والحرمان؛ وإقامةُ الصلاةِ من أخصِّ العباداتِ وأفضلها، فهي عنوانُ الإيمان، ووسيلةُ تطهيرِ النفوسِ من الفحشاء والمنكر، ثم يتبعُها باقي المناسك في ذلك البلد. ثم يجدِّدُ إبراهيم عليه السلام النداء مرةً أخرى سائلاً الله تعالى أنْ يجعلَ قلوبَ الناسِ تهوي إليهم شوقًا ومحبَّة، فتتاتِيهم لا تنقطع عنهم، وأنْ يرزقَهم من شتَّى أنواع الثَّمراتِ تَنجلي إليهم، رجاءً أنْ يُداوموا على شكرِهِ، فقد طلبَ تيسيرَ المنافعِ لهم ليتفرَّغوا لأداءِ الواجبات.


ثُمَّ يستعطفُ الخليلُ إبراهيمُ عليه السلام ربَّهُ مُظهِرًا عبوديَّتهُ لهُ، وافتقارَهُ إلى رحمتهِ، قائلًا: إِنَّكَ أَعْلَمُ بِأَحْوَالِنَا وَمَصَالِحِنَا، وَمَا نَرْجُوهُ مِنْكَ لَا يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْءٌ، فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، ومن ذلك دعاؤُهُ لكَ بحفظِ ذريَّاتِنا، ثم يُلِحُّ بالحمدِ والشكرِ على نِعَمِ اللهِ عليه من قبل؛ إذ وهبَهُ الولدَ على الكِبَر، وهي هِبَةٌ تستوجبُ الشكر؛ فالهِبَةُ بالولدِ في هذا السِّن من أعظمِ النِّعَم، وفي ذلك إيماءٌ إلى استشعارِ النِّعمة، واليقينِ بقبولِ دعائهِ وإجابتهِ، كما أجابَ دعوتَهُ سلفًا.

ثُمَّ يُعقِبُ على شُكرِه للهِ على نعمةِ الولدِ في الكِبَرِ بالدُّعاءِ بما فيهِ صَلاحُهُم وثَباتُهُم على الطاعة؛ فدعا ربَّه أن يجعلَهُ وذُرِّيَّتَهُ مُقِيمِي الصَّلَاةِ، وهي خيرُ دعوةٍ يدعو بها المؤمنُ لنفسهِ وذريَّته، ثمَّ يَختمُ إبراهيمُ عليه السلام دعاءَهُ الضَّارعَ الخاشعَ بطلبِ المغفرة لهُ ولوالديهِ وللمؤمنين جميعًا يومَ يقومُ الحساب؛ فلا ينفعُ الإنسانَ يومئذٍ إلا عملُه، ثُمَّ مغفرةُ اللهِ على تقصيره.


وقد استجابَ اللهُ دعاءَ خليلهِ إبراهيمَ ﷺ، فظَلَّتْ مكةُ آمنةً عامرةً بالخيراتِ، ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ (القصص: 57)، والتاريخ يشهدُ أنَّ مَن حاولَ من الجبابرةِ أن يعتديَ على البيتِ الحرام، أخذهُ اللهُ أخذَ عزيزٍ مقتدرٍ كأصحابِ الفيل. وأهلُ الجاهليةِ على كفرهم وشركهم كانوا يعظمون البيت تعظيمًا بالغًا ويراعون حُرمتَه، وعلى مدار القرونِ المتلاحقةِ شَهِدَ البيتُ من الجلالِ والتعظيمِ والاهتمامِ والخدمةِ ما تُعجزُ الألسنُ عن وصفه، فكيفَ كانت مكةُ عندما جاء إليها الخليلُ مع زوجِه وابنِه؟ لا ماءَ ولا تمرَ ولا بشرَ، وكيفَ هي مكةُ اليومُ، والأرزاقُ تتوالى إليها من كلِّ جانب، ويُجبى إليها الثمراتُ من كلِّ الأنحاءِ والأمصار، وتَنعَمُ بالمُصلِّينَ الذاكرينَ الله تعالى في كلِّ الأوقات، منهم الحاجُّ والمعتمرُ، فلا سكونَ لليلٍ، ولا بردَ للشتاءِ، ولا حرَّ للصيفِ يمنعُ العبادَ عنها؛ فالتعلّقُ بالبيتِ الحرامِ، والشوقُ إليه، والحنينُ إلى زيارتهِ متَمَكِّنٌ من قلبِ كلِّ مؤمنٍ.


﴿بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ﴾: لم يقل: بوادٍ لا زرعَ به؛ ليَدُلَّ على طبيعةٍ متمكِّنة فيه؛ أي وادٍ لا يصلح للزَّرع؛ لأنَّه حِجارةٌ صَلدَة.

﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾: حقيقةُ الهوِيِّ النُّزولُ من عُلوٍّ إلى انخفاض، والمراد: تَسْرَعُ إليهم شوقًا وتَطِيرُ إليهم حبًّا، وكانَ الأفئدةُ من كلِّ بقاع الأرضِ هي التي تُسرِعُ قبلَ الأجساد للوصول إلى البيت الحرام.

قال المفسرون: لو قال: (أفئدةُ الناس) لازدحم عليه فارس والروم واليهود والنصارى والناس كلهم، ولكن قال: ﴿مِّنَ النَّاسِ﴾ فاختصَّ به المسلمون.

حل اسئلة وتدريبات درس سورة إبراهيم (35-41) – الصف الثامن – الفصل الدراسي الثاني – ديني قيمي

حل اسئلة وتدريبات درس سورة إبراهيم (35-41) - الصف الثامن - الفصل الدراسي الثاني - ديني قيمي

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *