دراسة حالة موسعة: البحر الميت

الصورة ٥٥ صور جوية للبحر الميت التقطت في الأعوا 1972، 1989' 2011، 2015

الصورة ٥٥ صور جوية للبحر الميت التقطت في الأعوا 1972، 1989' 2011، 2015


موقع البحر الميت: البحر الميت هو بحيرة شديدة الملوحة تقع في منطقة الشرق الأوسط في وادي الأردن، ويُعد من أعظم المعالم الطبيعية في المنطقة. يمتد البحر الميت بطول يصل إلى 50 كيلومترًا، وعرضه 15 كيلومترًا، وهو واحد من أكثر الأماكن ملوحة على سطح الأرض. يبلغ عمق البحر الميت حوالي 377 مترًا، مما يجعله أعمق بحيرة شديدة الملوحة في العالم. كما أنه يقع تحت مستوى سطح البحر بمقدار 423 مترًا، مما يجعله أدنى نقطة على سطح الأرض.

الملوحة في البحر الميت: تتراوح ملوحة البحر الميت بين 280 و350 جزءًا لكل ألف (ppt)، وهذه النسبة أعلى بكثير من ملوحة مياه البحر العادية التي تبلغ حوالي 35 ppt. تتغير مستويات الملوحة في البحر الميت حسب الوقت من السنة والموقع في عمود الماء، حيث تزداد الملوحة عادة في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتبخر. في المقابل، تنخفض الملوحة في فصلي الشتاء والربيع عندما يزيد تدفق مياه نهر الأردن إلى البحيرة، رغم أن هذا التدفق قد تضاءل في السنوات الأخيرة بسبب تحويل المياه للاستخدامات الزراعية والصناعية.

الصورة ٣٥ بلورات الملح على سطح البحر الميت.
الصورة ٣٥ بلورات الملح على سطح البحر الميت.

الخصائص الفيزيائية للمياه: تُعتبر المياه في البحر الميت شديدة الكثافة بسبب مستوى الملوحة المرتفع، مما يجعل السباحة في البحر مستحيلة حيث يطفو الشخص على سطح المياه. وبسبب هذه الكثافة، تشكل بلورات الملح على سطح المياه والشاطئ، وهي من الظواهر الطبيعية المثيرة.

التغيرات البيئية في البحر الميت: منذ السبعينات، حدث انخفاض في مستويات المياه في البحر الميت نتيجة لاستخدام مياه نهر الأردن وعمليات التبخر المستمرة. بين عامي 1970 و2018، انخفضت مستويات المياه بمعدل متر واحد سنويًا، وهو ما أثر بشكل كبير على البيئة المحلية وتسبب في تكوين كهوف وانهيارات أرضية بسبب تآكل الطبقات الجوفية.

الحياة في البحر الميت: يعتبر البحر الميت بيئة غير صالحة للعديد من الكائنات الحية، حيث لا يمكن للكائنات البحرية العيش في المياه بسبب الملوحة المرتفعة. ومع ذلك، هناك بعض الأنواع المحدودة مثل البكتيريا والفطريات التي تستطيع العيش في هذه البيئة القاسية. كما يعتبر البحر الميت مصدرًا للعديد من المواد مثل الطين الغني بالأملاح المعدنية، التي يُعتقد أن لها فوائد صحية لعلاج بعض مشاكل الجلد مثل الصدفية وحب الشباب.

الاستفادة الاقتصادية من البحر الميت: منذ عام 1929، بدأ استغلال مياه البحر الميت لاستخراج البوتاس، الذي يُستخدم في صناعة الأسمدة. تُستخرج هذه المواد من البحر عبر تقنيات التبخر، حيث تُستخدم أحواض ضحلة لتبخير المياه واستخراج الأملاح. ومع ذلك، أسفرت هذه العمليات عن انخفاض حاد في مستوى المياه، مما يثير قلقًا حول استدامة هذا المصدر.

الصورة ٤٥ رجل يطفو على ظهره في البحر الميت.

التحديات المستقبلية: تُجري الدول المجاورة للبحر الميت محادثات لاستعادة مستويات المياه والحد من الانخفاض المستمر في مستوى البحر. تتضمن الحلول المحتملة مشاريع لتوجيه المياه من البحر الأحمر إلى البحر الميت، كما يُنظر في استراتيجيات أخرى لتقليل تأثيرات التبخر والحفاظ على البيئة.

خاتمة: يمثل البحر الميت واحدة من أكثر البيئات الطبيعية استثنائية في العالم. ورغم التحديات التي يواجهها بسبب ارتفاع ملوحته والتغيرات البيئية، يبقى البحر الميت مصدرًا هامًا للمعرفة العلمية والاقتصاد في المنطقة.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *