تقرير عن فن الباكت يُعد فن الباكت واحدًا من الفنون الشعبية التقليدية العريقة في منطقة الخليج العربي، وتحديدًا في مملكة البحرين. وهو فن غنائي إيقاعي تراثي يرتبط بالبيئة الساحلية والبحرية، ويعكس نمط حياة البحّارة والصيادين. في هذا التقرير، سنتعرف على أصل هذا الفن، خصائصه، وأهميته في الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية.
ما هو فن الباكت؟
فن الباكت هو أحد الفنون الشعبية التي كانت تُؤدّى قديمًا أثناء الرحلات البحرية والغوص بحثًا عن اللؤلؤ، وهو يشبه إلى حد كبير الفنون التي تهدف إلى رفع الروح المعنوية للغواصين والبحارة أثناء العمل في البحر، سواء في رحلات الصيد أو الغوص.
ويتكوّن هذا الفن من إيقاعات منتظمة تُضرب على الطبول البحرية، مع أناشيد وأهازيج يرددها الرجال بشكل جماعي، تتحدث عن الشجاعة، الحنين، الرزق، والبحر.
أصل التسمية:
كلمة “الباكت” يُعتقد أنها جاءت من كلمة “البكاء” أو “الندبة”، لما فيه من نغمة حزينة أحيانًا، تعبّر عن الاشتياق للأهل أو ألم الفراق أو حتى التعب من صعوبات البحر. ويُقال إنها تحوّلت تدريجيًا إلى “باكت” مع تطور النطق الشعبي.
خصائص فن الباكت:
- يعتمد على الإيقاع الجماعي المنتظم.
- يُستخدم فيه الطبول البحرية (كالرحماني) وأدوات إيقاعية بسيطة.
- يُؤدّى غالبًا بواسطة رجال أو شباب يجلسون أو يقفون في صفوف.
- الكلمات المستخدمة مستوحاة من البيئة البحرينية مثل: البحر، السفن، اللؤلؤ، الرياح.
- يحمل طابعًا وجدانيًا وروحيًا، ويعبّر أحيانًا عن الفخر والانتماء.
أهمية فن الباكت:
- يمثل جزءًا مهمًا من التراث الثقافي اللامادي في البحرين.
- يعكس القيم المجتمعية مثل التعاون، الصبر، الشجاعة.
- يُدرّس اليوم في بعض المدارس ضمن مناهج التربية الموسيقية أو الثقافة الوطنية.
- يُعرض في المهرجانات التراثية مثل مهرجان البحرين السنوي للتراث.
هل ما زال فن الباكت يُمارس اليوم؟
رغم تراجع الاعتماد على الغوص التقليدي، إلا أن فن الباكت ما زال يُحافظ على وجوده من خلال:
- الفرق الشعبية البحرينية.
- العروض الثقافية والمهرجانات.
- تسجيلات صوتية تراثية.
- إدماجه ضمن عروض الفلكلور الوطني.
خاتمة:
يُعتبر فن الباكت مرآة صادقة تعكس حياة البحرينين قديمًا، وتُذكّر الأجيال الجديدة بما مرّ به الأجداد من كفاح. إن الحفاظ على هذا الفن هو حفاظ على الهوية الوطنية، ومن واجبنا أن نتعلمه وننقله للأجيال القادمة.
المراجع:
- موسوعة الفنون الشعبية الخليجية
- هيئة البحرين للثقافة والآثار
- وزارة التربية والتعليم – كتاب الثقافة الوطنية
لا تعليق