درس “الاستشارة” للصف الثامن – الفصل الدراسي الثاني – ديني قيمي التربية الإسلامية الصف الثامن الفصل الدراسي الثاني
أقرأ وأفهم:
جاء في سورة النمل عن ملكة سبأ صاحبة العرش العظيم أنها اجتمعت بالمَلَأ من قومها؛ لتطلب مشورتهم في الكتاب الذي أُلقي إليها من سليمان ﷺ، قائلة:
﴿ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ﴾ (النمل: 32)
كان واضحًا منذ اللحظة الأولى أنها لا تريد المقاومة، ولكنها لا تقول ذلك صراحة؛ فهي لم تُعرّهم بالحرب، بل جاء في كلامها ما يُحَثّهم على الطاعة والاستسلام، فوصفَت الكتاب بأنه (كريم)، وسمّت مرسله باسمه المجرّد (سليمان) دون نعتِه بالعدوّ وما شابه.
وفي القرآن الكريم سُمِّيت سورةٌ بسورة الشورى، ووجَّه الله تعالى نبيَّه محمدًا ﷺ لمشاورة أصحابه بنص صريح قاطع:
﴿ وشاورهم في الأمر ﴾ (آل عمران: 159)
مع أنه مؤيد بالوحي، مُسدَّد به؛ لأن ذلك أطيب لنفوسهم، وليقتدوا به من بعده، فامتثل النبي ﷺ للأمر، فاستشار أصحابه في السِّلم والحرب، وفي أمور الدنيا والمعاش؛ فالحرب خُدعة، والناس أعلم بشؤون دنياهم، وراجع أصحابه وأخذ برأيهم فيما لم يأته فيه وحي، ولو خالف ذلك رأيه، كما في يوم أُحد، كما أشاد الله تعالى بالمؤمنين الذين جعلوا الشورى منهجًا في حياتهم، فقال:
﴿ والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ﴾ (الشورى: 38)
وجاء ذكر الشورى في الآية الكريمة بين الصلاة والزكاة مما يدل على مكانتها، ومحَلّها في الإسلام.
والاستشارة في حقيقتها: استخراج الرأي للإفادة مما هو أفضل عند الناس، وفيها قضاء على الفردية والارتجال، وهي تهدي إلى إحراز الصواب غالبًا، بعيدًا عن الهوى الذي قد يُحبّب الإنسان عن تقييم الأمور على النحو الصحيح. ولا يُتصوَّر أن الاستشارة مقتصرة على شأن الحروب والتوازنات المعقدة، أو في الأمور المتعلقة بجموع المسلمين دون أحادهم، بل ينبغي إليها ولو في قضية تمسُّ فردًا واحدًا من الناس، وإن كان القرار ليس وراءه أمرٌ كبيرٌ أو خطيرٌ، كفطام طفل رضيع،
﴿ فإن أرادا فصالًا عن تراضٍ منهما وتشاورٍ فلا جناح عليهما ﴾ (البقرة: 233)،
فالرّضيع قد يُفطم قبل الحولين، وذلك جارٍ في واقع الناس دون نكير، ولكن الإسلام أمر بالتشاور بين الزوجين، لما فيه من رعاية المولود المفروضة عليهما حمايته.
وبما أنَّ رأي المستشار معتبرٌ في القضيّة المطروحة، وحتى تؤتي الاستشارةُ غايتَها، ينبغي استشارةُ التقيّ الأمينِ العاقلِ سديدِ الرأي، ممّن هو أهلٌ للنظرِ في الأمر؛ لأنه يُعطي الرأيَ الصادق، غيرَ خائنٍ ولا مستهترٍ ولا مجامل، كما أنه يُحكِّمُ أمرَ الاستشارة، ولا يُضيِّعُه.
كما ينبغي استشارةُ أهلِ العلمِ وأصحابِ التجربة، والمرادُ بالعلم هنا العلمُ المناسبُ للأمرِ المُشاوَرِ فيه؛ لأن الجاهلَ قد يقودُ إلى الطريقِ المعوّج، والتجاربُ تزيدُ المرءَ خبرةً وحِكمة، فيتمكّنُ من تقييمِ الأمورِ ووزنِها بميزانِها الصحيح.
وعلى المستشيرِ العزمُ والمضيُّ وتركُ الترددِ بعد الاستشارة،
﴿ فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ﴾ (آل عمران: 159)،
فقد رفض النبي ﷺ التراجع عن عزمه للقاء العدو خارج المدينة في غزوة أُحد بعد استشارة أصحابه. ومن الخطأ الاعتماد على الأسباب الدنيوية، فهذه من الركون إلى الأسباب الدنيا، فمع الاستشارة يُحسَن للإنسان أن يستخير ربه، حتى يرى من حوله وقوّته،
﴿ فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب ﴾ (رواه البخاري).
فالاستشارة لا تُغني عن الاستخارة، فبهما يهتدي المرء لوجه الصواب، وما فيه الخير.
اسئلة وتدريبات حول درس “الاستشارة” للصف الثامن
سؤال: علامَ تدل مشاورة ملكة سبأ لقومها؟
- رجاحة عقلها.
- نظرتها الثاقبة لعواقب الأمور.
- أنها لم تكن مستبدة برأيها.
سؤال: بيّن مكانة الشورى في القرآن الكريم؟
- سُمّيت سورة كاملة بسورة الشورى.
- وجّه الله النبي ﷺ لمشاورة أصحابه.
- أشاد الله بالمؤمنين الذين جعلوا الشورى منهجًا في حياتهم.
- جاء ذكر الشورى في الآية الكريمة بين الصلاة والزكاة.
علل: توجيه النبي ﷺ إلى مشاورة أصحابه مع أنه مؤيد بالوحي؟
- لأن ذلك أطيب لنفوسهم، وليقتدي به المسلمون من بعده.
علل: استشار النبي ﷺ أصحابه في السلم والحرب وأمور المعاش؟
- لأن الحرب خدعة،
- والناس أعلم بشؤون دنياهم،
- وأخذ برأيهم فيما لم يأتِ فيه وحي.
ما دلالة ذكر الشورى بين الصلاة والزكاة؟
- يدل على مكانة الشورى العظيمة في الإسلام، وارتباطها بمبادئ الدين الأساسية.
فوائد الاستشارة:
- استخراج أفضل الآراء.
- القضاء على الفردية والارتجال.
- الهداية إلى الصواب والخير.
- البُعد عن الهوى.
- الشعور بالطمأنينة وعدم الندم.
- الاستفادة من تجارب الآخرين.
علل: أمر الإسلام الزوجين بالتشاور عند فطام الرضيع؟
- لما فيه من رعاية لحق المولود المفروض على الأبوين حمايته.
صفات المستشار الناصح:
- التقى
- الأمانة
- العقل
- سداد الرأي
- العلم
- التجربة والخبرة
علل: ينبغي استشارة التقي الأمين سديد الرأي؟
- لأنه يعطي الرأي الصادق، غير خائن، ولا مستهتر، ولا مجامل،
- ويكتم أمر الاستشارة ولا يُذيعه.
علل: ينبغي استشارة أهل العلم؟
- لأن الجاهل قد يقود إلى الطريق الخطأ.
علل: ينبغي استشارة أصحاب التجربة؟
- لأن التجربة تُكسب المرء خبرة وحكمة، فيُحسن تقييم الأمور ووزنها بميزانها الصحيح.
سؤال: هل تغني الاستشارة عن الاستخارة؟ ولماذا؟
- لا، لا تغني الاستشارة عن الاستخارة،
- لأن بالاستشارة والاستخارة معًا يهتدي المرء إلى أوجه الصواب وما فيه الخير
حل اسئلة وتدريبات : درس “الاستشارة” للصف الثامن





صور الحل من بوابة البريمي
لا تعليق