أدمغتنا والنسيان من الصف الثامن – الفصل الدراسي الثاني
أدمغتنا والنسيان – الصف الثامن
الفكرة 1: الشرود والنسيان من صفات العباقرة
لماذا يشتهر العباقرة بالشرود والنسيان؟
«مرحباً، أنا آينشتاين، هل يمكنك اصطحابي إلى المنزل من فضلك؟»
كانت هذه كلمات عالم الفيزياء العبقري (ألبرت آينشتاين) لأحد أصحاب المتاجر، وهو يطلب إليه اصطحابه إلى منزله؛ لأنه كان دائم الشرود والنسيان؛ لا يعرف قيادة سيارته، ولا عنوان منزله.
وفي السير الذاتية لكثير من العباقرة، نجد الشرود والنسيان جزءاً من حياتهم، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بحياتهم اليومية. وهذا يقودنا إلى سؤال مهم:
أَيكون النسيان دليلاً على العبقرية أم المرض؟
الفكرة 2: طريقة تعامل الدماغ مع المعلومات
والآن أخرجني ثلاث معلومات درستها في حصة العلوم الثالثة عندما كنت بالصف الخامس.
فكر قليلاً.. ألا تتذكر؟ لا بأس، سأخبرك لاحقاً لاحقاً السبب.
تخيل معي أن الدماغ مثل المصفاة؛ يستقبل المعلومات، ويفسرها، ثم يخزن بعضاً منها، وبذلك يمكنه استرجاعها عند الحاجة لاستعمالها في المستقبل. لكن، لماذا يحتفظ ببعض المعلومات في حين يتجاهل بعضها؟
السبب في ذلك يعود إلى كيفية عمل المصفاة أو بالأحرى إلى آلية عمل الدماغ وطريقة تعامله مع الذكريات.
تمر الذكريات بمراحل أساسية عدة حتى تبقى في الدماغ: تبدأ بالسجل الحسي، الذي يتضمن حصول الدماغ على المعلومات من البيئة المحيطة عبر الإشارات السمعية والبصرية، وتستمر عملية السجل الحسي لألوان معدودة، ولكي تنتقل تلك المعلومات إلى المرحلة التالية، يلزمنا الانتباه.
الفكرة 3: الفرق بين الذاكرة المؤقتة والدائمة
هل كنت تبحث عن الجوال بينما هو في يدك الأخرى وأنت تتحدث إلى صديقك؟
إذا كنت مررت بهذا الموقف؛ فذلك لأن الانتباه كان غائباً في مرحلة السجل الحسي، ولم تنتقل المعلومات (الجوال الذي في يدك) إلى المرحلة التالية، وهي مرحلة تكوين الذاكرة قصيرة المدى، التي تخزن المعلومات بصورة مؤقتة، لكن إذا لم تكرر المعلومة في هذه المرحلة، فقد تذهب بلا عودة، لذلك هناك الذاكرة العاملة، وهي تحتفظ بالمعلومات لمعالجتها تمهيداً لنقلها إلى الذاكرة الطويلة المدى، وبمجرد أن تصل المعلومات إلى تلك المرحلة؛ فهي تستقر هناك إلى أجل غير مسمى.
وليست كل المعلومات التي درستها في الصف الخامس تصل إلى مرحلة الذاكرة طويلة المدى. وهذا ما اجتهد العلماء في تفسيره. بل على العكس، إن غالبية المعلومات التي تلقيتها في أثناء الحصة، تُحذَف بسرعة.
الفكرة 4: تجربة (هيرمان إبنغهاوس) عن الذاكرة والنسيان
وفي تجربة عن الذاكرة والنسيان قام عالم النفس الألماني (هيرمان إبنغهاوس) بحفظ (169) قائمة لمقاطع عديمة المعنى، يتكون كل مقطع من (3) أحرف، ثم أعاد حفظ تلك القوائم بعد فترة انقطاع تراوحت بين (21) دقيقة إلى (21) يوماً.
لاحظ (إبنغهاوس) أن النسيان كان سريعاً بعد حفظ القوائم في المرة الأولى، لكن بعد مرور بعض الوقت، صار معدل النسيان بطيئاً، وخرج من تلك التجربة بـ «منحنى النسيان». كما لاحظ شيئاً آخر، وهو المعرفة اللاواعية، وهذا يعني أنه لو عاد لحفظ المقاطع نفسها بعد (5) أو (6) سنوات سيتذكرها أقوى ممن يحفظها للمرة الأولى.
الفكرة 5: نظريتان لتفسير النسيان: التلف والتداخل
وتقترح الأبحاث نظريتين للنسيان: نظرية التلف؛ وهي تعني تدهور الذاكرة إذا لم تتكرر ذكرى معينة، ونظرية التداخل؛ وتعني أن المعلومات الجديدة التي يتلقاها الدماغ؛ تحل محل المعلومات القديمة، ولكن على الرغم من أن النسيان قد يمثل مشكلة لبعض الناس، فإن هذه العملية ضرورية.
النسيان يعبر عن مرونة الذاكرة:
حتى خمسينيات القرن الماضي كان علماء الأعصاب يظنون أن النسيان إشارة إلى خلل ما في أعصاب الدماغ، في حين أثبتت الأبحاث أن هذا غير صحيح، وإنما النسيان يعبر عن مرونة الذاكرة، ويساعد الدماغ في تعزيز عملية اتخاذ القرار، وذلك بتجاهل المعلومات غير المهمة والقديمة؛ فاحتواء الدماغ ذكريات كثيرة يصعب عملية اتخاذ القرار.
الفكرة 6: فوائد النسيان للإنسان
وهذا ما كشفت عنه دراسة أجراها عالم في الأعصاب والصحة العقلية الدكتور (بول فرانكلاند) وزميله؛ إذ وجدا أن النسيان يمنع إفراط التفكير في الأحداث السابقة؛ مما يعزز من مرونة الذاكرة.
ويرى (فرانكلاند) أن فقدان الذاكرة التفصيلية؛ يسمح للفرد برؤية الغابة، لا الأشجار إذا جاز التعبير، بحيث يتيح لنا رؤية الصورة الكبرى بشكل أفضل.
الفكرة 7: العالم (أندريه ماري أمبير) والنسيان
فالعالم العبقري (أندريه ماري أمبير) عالم الرياضيات الشهير – الذي ترك إرثاً علمياً لا يزال أثره واضحاً في حياتنا اليومية، وتُنسب إليه وحدة القياس الأساسية للتيار الكهربائي – اعتاد طلبته على وضع طباشير السبورة في كوب الماء بدلاً من السكر، أو يصطدم بشجرة في فناء الكلية في أثناء تفكيره في مسألة ماء، ثم يعتذر من الشجرة ظناً منه أنها إنسان.
إنّ النسيان أو الشرود ليسا من علامات الغباء، بل إن هناك ضجيجاً في أدمغة العلماء؛ أحدث عاصفة من الأفكار، فربما فكرة تغيّر تفكير البشر ونظرهم لما يحدث حولهم.
الفكرة 8: أضرار احتفاظ ذاكرة الإنسان بكل تفاصيل حياته
يوجد في أدمغتنا ما يصل إلى (100) مليار خلية عصبية، إلا أن تلك الأعداد المهولة لتخزين ما يحصل في حياتنا، فكر معي، ماذا لو احتفظت ذاكرتك بكل تفاصيل حياتك، وتذكرت تفاصيل المواقف السعيدة والتعيسة على حد سواء؟
ستصبح أسيراً لذكرياتك بكل ما فيها، وهذا بعد ذاته كارثة؛ لذلك، وصف عالم الأعصاب السوفيتي (ألكسندر لوريا) مريضاً – كان يتمتع بذاكرة قوية تمكنه من تذكر كل شيء بتفاصيله – بأنه معاق، وبأن ذاكرته غير مرنة؛ فهذا يشير إلى أهمية عملية النسيان بصفته عنصراً أساسياً في نظام الذاكرة الصحية.
عزيزي، ليس عليك تذكر كل ما حصل في حصة العلوم الثالثة عندما كنت في الصف الخامس. لو سألت (آينشتاين)، لما تذكر، ولو سألت (أمبير)، لما عرف اسم المدرسة التي دُرِس فيها أساساً.
درس: أدمغتنا والنسيان – الصف الثامن
المجال: اللغة العربية – مهاراتي في القراءة
نوع النص: مقال علمي
خصائص المقال العلمي:
- الوضوح: لغة مباشرة خالية من الغموض.
- الموضوعية: عرض الحقائق دون تحيز.
- المنهجية: ترتيب منطقي (مقدمة – عرض – خاتمة).
- الأسلوب العلمي: مصطلحات دقيقة.
- طرح الأسئلة والإجابة عنها.
- الاستدلال: باستخدام أدلة وحقائق علمية لفهم المعلومات.
الفكرة العامة:
النسيان ليس مرضًا، وإنما صفة من صفات العباقرة، وضرورة لتوازن الدماغ.
معاني المفردات:
الكلمة | معناها |
---|---|
العباقرة | فائقو الذكاء |
الشرود | انشغال ذهني – عدم الانتباه |
السير الذاتية | قصص الأشخاص عن حياتهم |
الدماغ | مركز القيادة في جسم الإنسان (المخ) |
بالأحرى | بمعنى أدق |
آلية | طريقة |
عدة | كثيرة |
الذاكرة قصيرة المدى | تحفظ المعلومات مؤقتًا |
تستقر | تثبت – تبقى |
أجل غير مسمى | فترة غير محددة |
تبخرت | اختفت – نُسيت |
عديمة المعنى | غير مفيدة |
المعرفة اللاواعية | معرفة لا ندرك أننا نملكها |
تدهور | ضعف |
خلل | اضطراب |
مرونة الذاكرة | قدرة الذاكرة على التنظيم والتكيف |
تعزيز | تقوية |
إفراط | كثرة أو زيادة |
يعزز | يقوي |
إرثًا | موروث علمي أو معنوي |
فناء | ساحة (جمعها: أفنية) |
ضجيجًا | فوضى أو تزاحم أفكار |
يشوش | يربك أو يرهق |
الصدد | السياق – الموضوع |
أسيرًا | مقيدًا |
حل اسئلة وتدريبات: أدمغتنا والنسيان






لا تعليق